صورة الله في الإنسان
القراءة من سفر التكوين 9: 5-6 , كولوسي 1 : 15-17 , 3 : 8-10 , يعقوب 3 : 5- 10 , رومية 8 : 28-30
“27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُم”تكوين 1: 27

ماذا يعني أن تكون إنسانًا؟
من أعمق الأسئلة التي نواجهها في حياتنا. ومع ذلك، يجد معظم الشباب والشّابات صعوبة في الإجابة عليه. لذلك، سنحاول في ما يلي أن نستعرض هذا السؤال ونقدّم إجابة تساعد على فهمه بشكل أعمق.”
يعلّم الكتاب المقدس أن هناك نوعان من الناس فقط: رجل وامرأة. وكلاهما خُلقا على صورة الله ومثاله.
أن تكون مخلوقًا على صورة الله يعني أنك تظهر الله وتعكس صورته بكل ما تكون وبكل ما يدفعك في هذه الحياة. نحن، على مثال الله الآب والله الابن والروح القدس، نعيش، نتخذ قرارات، نفكّر، ونتكلّم… سواءً كنّا نعمل في المزارع أو المصانع، في المنازل أو الشركات، سواءً كنّا نتعامل مع أشخاص آخرين أو مع منتجات من صنع الإنسان، فإننا نستخدم، ونفهم، ونُجمّل ما خلقه الله. وكل ما نفعله يجب أن ينبع من محبّة الله لنا، وأن يُعبّر عن تضحيته، وأن يكون موجّهًا لمحبّته للآخرين من خلالنا.
البشر ما زلوا يعكسون صورة الله:
حتى بعد تمرّد آدم وحواء وسقوطهما، وما جلباه من لعنة على الخليقة، بقي الإنسان مخلوقًا على صورة الله – سواء كان كبيرًا أم صغيرًا، غنيًا أم فقيرًا، صحيح الجسد أو مريضًا. رغم كسر الصورة الأصلية، فإن كل إنسان لا يزال يعكس ملامح من تلك الصورة الإلهية. وهذه القدرة على عكس صورة الله، هي ما يمنح كل إنسان كرامته وقيمته الثمينة. ( تكوين 9 : 6 , يعقوب 3 : 9 -10 )
المسيح هو انعكاس الله بصورة مثالية:
يسوع هو “صورة الله غير المنظور”، “اشراق مجد الله و ظهور طبيعته ” (كولوسي 1: 13 , العبرانيين 1: 3 ). أن نرى يسوع هو أن نرى الله القدوس، غير المنظور(يوحنا 14: 9 ). أن نرى يسوع هو أن نرى الانسان المثالي والكامل الذي أعطاه الله سلطان تام على كل الخليقة ( مزمور 8 : 5-9 .العبرانيين 2 : 6-10) لذلك فالمسيح وحده يستطيع أن يصلح تلك المرآة المكسورة

إذا نظرنا الى البشرية الآن، نرى الكثير من الجمال، البراعة والادارة المنظمّة للعديد من الأمور. وبالوقت عينه نرى الكثير من الانانية، الوحشية والقمع. لقد سقطنا بعيدَا عمّا خلقنا الله من اجله، لذا إن أردت أن تعيد للمرآة المكسورة إنعكاسها الصحيح يجب أن تعيد إصلاحها. وهذا ما يفعله المسيح بالمؤمنين، هو يعيد إصلاح البشرية للصورة التي خُلقت من أجلها في البدء ( كولوسي 3: 10 ).
عملية الاصلاح تبدأ عندما تثق بالمسيح المخلّص، لذلك أحثّك أن تسلّم حياتك للرب يسوع الذي أحبك ومات حاملا عقاب خطيتك وعصيانك على الصليب ولكنه قام لكي يستعيدك ويعطيك الحياة الابدية.
كل مؤمن يوما من دون أي كسر سوف يعكس صورة الله بالتمام:
أعلن الله أن كل مؤمن سوف يتطابق بشكل كامل مع صورة الابن وأن الله حاليا يستخدم التجارب في حياة كل مؤمن ليحقق هذه الخطة ( رومية 8 : 28-30)
اذا كنت تتألم كالمسيح، فانت تنمو بالتواضع والمحبة على شبهه وحينها تصبح ناضج فعلا. هذه العملية ستُكمل يوما ما وسيُصبح المؤمن مُمَجّدًا – على صورة المسيح بالتمام ( فيليبي 3: 21 , 1 يوحنا 3: 2 ). حقيقة أنك إنسان خُلقتَ بإعجاز مدهش من الرب ولعكس مجد الرب، يجب أن تغير تفكيرك ونظرك من ناحية نفسك والآخرين ( مزمور 139 : 14).