تعزية في زمن الضيق


دعونا نقرأ معًا من 2 كو 1 : 1-11
مبارك الله أبو ربّنا يسوع المسيح، أبو الرّأفة وإله كلّ تعزية الذي
يعزّينا في كلّ ضيقتنا، حتّى نستطيع أن نعزّي الّذين هم في كلّ ضيقة بالتّعزية الّتي نتعزّى نحن بها من الله

تعزية في زمن الضيق

يبحث الكثيرون في هذا العالم عن التعزية في أماكن خاطئة. ففي أوقات الضيق، قد يلجأ البعض إلى شخص ما، بينما يهرب آخرون إلى زجاجة أو مخدّر، أو يحاولون نسيان ظروفهم بانتظار أن تتحسّن مع الوقت. وهناك من يقارنون مشاكلهم بمشاكل الآخرين ليقنعوا أنفسهم أن أوضاعهم أفضل نسبيًا. لكن الحقيقة أن أيًّا من هذه الأمور لا يمنح راحة حقيقيّة.
الراحة الحقيقيّة تأتي فقط من إله كل تعزية. ولماذا يُدعى هكذا؟ لأنه “أبو الرأفة” (2 كورنثوس 1: 3). الله هو مصدر كل رحمة، ومن رحمته الغنية أصبح من الممكن أن نتصالح معه ونقترب إليه لننال الراحة من يده المُحبّة. ومن خلال وعوده وكلمته، يجد القلب التعزية والطمأنينة التي لا يستطيع العالم أن يمنحها.

تعزية في زمن الضيق

متى يكون الله إله كل تعزية؟

الله هو مصدر الراحة في كل ضيقاتنا (2 كورنثوس 1: 4). ففي أي ألم أو خسارة، يبقى هو ملجأنا وقوتنا، “عونًا في الضيقات وُجد شديدًا” (مزمور 46: 1). لا يوجد ضيق أعظم من تعزية الله؛ بل في الواقع، كلما عَظُمَت المعاناة، عَظُمَت معها التعزية التي يمنحها لنا (2 كورنثوس 1: 5).

كيف يكون الله إله كل تعزية؟

الراحة الحقيقية مُنِحت لنا من خلال المسيح. كما قال بولس: “كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضًا” (2 كورنثوس 1: 5). فكل بركة روحية، بما فيها التعزية، تصل إلينا فقط عبر المسيح. لذلك، لكي ينال الإنسان تعزية الله، لا بد أن يكون مؤمنًا بالمسيح.

كيف  يجب ان يكون ردّنا على تعزية الله؟

هناك جانبين أساسيين:

  1. تمجيد الله – عندما نتأمل في تعزيته وسط ضيقاتنا، ينبغي أن يقودنا ذلك إلى التسبيح. هذا ما فعله بولس حين استهل رسالته قائلاً: “مبارك الله…” (2 كورنثوس 1: 3).
  2. مساعدة الآخرين – نحن مدعوون أن ننقل ما اختبرناه من تعزية للآخرين: “نستطيع أن نعزّي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزّى نحن بها من الله” (2 كورنثوس 1: 4).

لطالما تساءلت: كيف يمكن لغير المؤمن أن يجد تعزية حقيقية عند فقدان شخص عزيز؟ أعتقد أن الجواب هو: لا يمكنه ذلك بالكامل. فمهما لجأ إلى مصادر مؤقتة لتسكين الألم، ستبقى ناقصة. وحده إلهنا، من خلال إنجيل المسيح، يمنح راحة عميقة لا يقدر العالم أن يعطيها. وإن كنت في مطلع عمرك، أُصلّي أن تختبر أفراحًا وتجارب رائعة في حياتك. لكن مع ذلك، لا مفر من أوقات الخسارة العميقة. وعندما تأتي، صلاتي أن تتجه مباشرة إلى مصدر كل راحة: إله كل تعزية.