مرساة للروح

القراءة من سفر العبرانيين 6-7

الذي لنا هو كمرساة للنّفس مؤتمنة و ثابتة تدخل الى ما داخل الحجاب” العبرانيين  6: 19″

عندما ننظر الى ضعفاتنا , فشلنا الدائم , و المستقبل المجهول كيف يمكننا التأكد بأننا سوف نثابر بالإيمان حتى النهاية؟

او بمعنى آخر نظراً الى صغر قاربنا و العواصف في الخارج كيف يمكننا  ان نضمن عدم تغيّر مسير قاربنا ؟

كاتب سفر العبرانيين( بوحي الهي) يروي لنا ان سفينتنا لن تغيّر مسيرها و اننا سنثبت في الايمان وراثين المواعيد “( 6 : 12 ) لأن لنا “مرساة للنفس”

!ما هو هذا المرساة بالضبط؟ الجواب قد يفاجئك

المرساة الذي يبقينا عائمين هي الحقيقة عن المسيح المعلنة لنا في المزمور110: 4

”  أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ».

  لاحظ كيف كان هذا المزمور  موقع التركيز الأساسي لكاتب العبرانيين في العدد السادس

هل سبق لك و وجدت تعزية بأن كاهنك مرسوم بعهد من الله؟ هل سبق لك و تعزيت ايضاً بأن لك كاهن على رتبة ملكي صادق ؟

للأسف لا أظن ان العديد من المؤمنين وجدوا تعزية و راحة في المزمور 110 : 4

قد تقول : ما علاقة هذه العهد مع تجاربي؟ من هو ملكي صادق؟

اسمح لي لن اصف لك ما هو مرساتك

لديك مرساة لا يتزعزع-

الكلمات الاولى في العدد الرابع من هذا المزمزر تقول ” أقسم الرب و لن يندم : لاحظ كيف الله يصنع عهداً هنا و يقسم . الا يبدو ذلك غريباً؟

عندما يريدنا الله ان نعلم انه سيحقق وعده لا يحتاج ان يقسم لنا فكلمته تثبت ! النعم هي نعم و ال”لا” هي “لا”

عندما صنع عهده مع ابراهيم لم يقسم

 اذا لماذا فعل ذلك هنا؟

لأنه يتكلم معنا على حسب مستوانا

عندما يريد ان يأكد الانسان على كلامه يقسم ( 6 : 16 )

فبالرغم ان شخص الله الثابت الذي لا يتغيّر كافٍ لضمان تحقيق وعده الا انه اقسم لكي نكون اكيدين اكثر

اكيدين مما ؟ ان يسوع المسيح هو رئيس الكهنة

اقسم الله ان كل من لجأ الى المسيح للرجاء  فيه سيكون له تعزية قوّية ” لتحمّل مصاعب الحياة( 6 : 18)

لديك مرساة أبدي : الله الآب اقسم لله الابن انك كاهن ابدي على رتبة ملكي صادق-

ان يكون كاهن على رتبة ملكي صادق يعني انه سيكون كاهن للأبد

المسيح ليس كاهن على رتبة لاوي ( كما كان أغلب الكهنة في العهد القديم و هم كهنة خدموا لبعض العقود ثم ماتوا)

المسيح هو وسيطنا الأبدي و هو كاهننا المرسوم من الله الذي يمثّلنا امام عرش الله

و هو لن يقف عن التوسط عنا( 6 : 19-20) و  نستطيع ان نرنم هذه الكلمات بثقة :

” الحمل المقام , الكامل و القدوس”

الذي لا يتغيّر

بدمه اشتراني فلن اموت

حياتي مخفية مع المسيح الهي و مخلصي”

  “حياتي مخفية مع المسيح-هذه العبارة هي الضمان الذي سيرسو نفسك في كل تجارب حياتك

وسط العواصف و الامواج التي تهدّد قاربك بتغيير مسيره ثق ان لن تغلبك هذه المصاعب لأن لك مرساة ثابت و ابدي و هو الرب يسوع المسيح

مقالات ذات صلة