أكثر من مجرد ولادة
قبل التأمل ندعوك لقراءة لوقا ١: ٢٦-٣٣
وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.
إنجيل لوقا (1 :31)

لن ننسى الفرح الكبير الذي شعرنا به عندما أعطانا الله بناتنا الأربعة: لقد بدأ هذا الشعور منذ أن كنَّ في بطن أمّهن، ولحظة سماعنا لنبض قلوبهنّ عند الطبيب وحتى احتفالنا بقدومهنّ بسلامة إلى عالمنا! لقد كانت هذه الحادثة من أعظم ما حصل في حياتنا.
ولكن هل هناك أعظم من ولادة يسوع؟
تميّزت ولادة يسوع المسيح عن جميع باقي الولادات:
أوّلًا- تنبّأ العهد القديم بولادة المسيح:
من سنوات عديدة قبل مجيء المسيح إلى أرضنا تنبأ الأنبياء عن أصغر تفاصيل ولادته: وعد الله (كما ذكر في تكوين ٣ : ١٥) بمجيء مخلص سيسحق الشيطان. وفي (إشعياء ٩ : ٦-٧) وعد بإرسال ملك كامل. وفي (ميخا ٥ : ٢) تنبأ عن المكان الذي كان سيولد فيه يسوع بالتحديد: “في بيت لحم”
ثانيًا- أعلن الملائكة عن ولادة المسيح:
أخبر الملاك مريم أنها ستلد ولدًا. كما أنّه أخبر أيضا يوسف بهذا الأمر وجوقة من الملائكة أعلنت هذا الأمر لرعاة أيضا.
- فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.” وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ:” (لو 2: 10، 11، 13).
- الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».” (لو 2: 14).

ثالثًا- ولادة مختلفة عن كل الولادات عبر التاريخ:
كان للمسيح أمّ مثلي ومثلك! ولكن رغم أن يوسف قام بتربيته كإبنًا له إلّا أنه لم يكن والده بل الله كان. بالرغم من أنه عاش على أرضنا كسائر البشر لكن تميّز عنّا فهو الله المتجسد وهو إنسان كامل لم يعرف خطيئة في الوقت نفسه.