الحكمة التي لا تُدرَّس


إن دعَوت المعرِفة، ورَفَعت صَوتَكَ إلى الفَهِم.
أمثال 2: 3

الحكمة التي لا تُدرَّس

إنّ الحكمة في الكتاب المقدَّس ليس لها علاقة بمدى ذكائك، وإن كان معدَّل درجاتك مرتفع  في الدِراسة، أو بمدى قراءتك  للكِتُب، أو حتَّى قُدِرتَك على التحليل والمَنطِق. لكنّ الحِكمة في الكتاب المقدَّس هي مهارة. نلاحِظ  في سِفِر الخروج 28: 3 أن هذا العدد يتناول موضوع المهارة في صنع الثياب. أيضًا في سفر الخروج 36: 1 ..كُل إنسان حكيم القَلب، قد جعَل فيه الرَّب حكمة وفهماً ليعرِفَ أن يصنَعَ صنعة ما مِن عملِ المَقدِسِ، بحسَب كُل ما أَمَر الرَّب.

وكلمة صُنعة أم مهارة تعني الحِكمة.
فالحِكمة الإلَهِية هي المهارة لإِرضاء الله التي تحصل نتيجة علاقة تتضمن خضوع لشخِص الله. علاقة الخضوع تَشمُل كل خيارات حياتنا.

ليس أحد يخلَق  في العالم لديه الحكمة الكِتابية. إنما، جميعنا نأتي إلى هذا العالم وليس لدينا مخافة الله أمام أعيُننا. (رومية 3: 18)
الجهالة تنبَع من داخِل الإنسان، أما الحِكمة فهي أمر نحصَل عليه من خارِجنا.

فكيف نحصَل على الحِكمة؟

أمِر في غاية البساطة: الحِكمة تحصل للأشخاص التي تصلِّي  من أجلها.

  • موسى صلّى لأجِل الحِكمة. مزمور 90: 12 “إحصاء أيامِنا هكذا علِّمنا فنُؤتى قَلبَ حِكمةٍ”
  • سُلَيمان طلبها. نقرأ في سفر الملوك الأول 3: 9 “أعطِ عبدَك قلباً فهيماً لاحكُم على شعبِك وأُميِّز بين الخير والشرّ. نقرأ بالعدد 10 فحَسُن الكلام في عيني الرَّب.
  • حتى سليمان علَّم أولادُه أن يطلبوا الحِكمة. (أمثال 2: 1-6).
  • يسوع أمَر تلاميذُه ب في إنجيل متى 7: 7 “اسألوا تُعطَوا. اطلُبوا تجِدُوا. اِقرَعوا يُفتَح لَكُم”. والرَّب يعلِّم تلاميذُه  أن يصلّوا للحِكمة في هذا النَصّ كي يعاملوا الناس كما يحِبّون أن يعاملونهم.
  • ويعقوب في رسالتُه أيضا يشجِّع المؤمن أن يصلِّي للحِكمة.  يعقوب 1: 5 “وإنّما إن كان أحَدُكُم تُعوِزهُ حكمةٌ، فَليَطلُب من الله…”

نلاحِظ أنّ الحياة التي فيها حِكمة لا تحصل كإستجابة لصلاة واحِدة، وإنما تحصل للشَخِص الذي يأتي بلجاجة ويقرَع باب السماء. وعندما تطلُب الحِكمة وتسعى وراءها،  يعطيك الله إيّاها.

فقط الأشخاص الذين يأتون عند الله من خلال يسوع هم حُكماء.
الحِكمة تبدأ بمخافة الله (أمثال 1: 7، جامعة 12: 13)، وهي مبنية على العلاقة مع الله على أساس التوبة والإيمان. فسّر أيوب هذا الأمرفي أيوب 28: 28 هكذا “هوذا مخافة الرَّب هي الحِكمة، والحيدان عن الشَرّ هو الفَهِم”

تبدأ الحِكمة  بعلاقة شخصية مع الله. والطريق إلى الله هو من خلال يسوع المسيح. مخافة الله تعني الإيمان بيسوع. لذلك إن كان أحد من القرّاء يشعُر أنّ الله بعيد ولا توجد علاقة معُه فأنت تحتاج أن تصرُخ للحِكمة، وصرخة الحِكمة هي: “أعطيني يسوع!”

الحكمة التي لا تُدرَّس

فقط الأشخاص  الذين يعرفون المسيح هم حُكماء. يسوع المسيح هو حكمة الله المُتجسِّد “كان مُمتَلِئ حكمة … وكان عم يتقدَّم بالحِكمة” لوقا 2: 40، 52. وعلَّم أن الحِكمة تُعطى للأشخاص الذين يبنون حياتهُم عليه، (متى7: 24) “كُلُّ من يسمَع أقوالي هذه ويعمَلُ بِها ، أُشبِّهُهُ بِرَجُلٍ عاقِلٍ، بنى بيتَهُ على الصَّخِر”. وقال أنه هو أعظَم من سُليمان الحكيم (هوذا أعظَم من سُليمان هَهُنا! متى 12: 42). عدد كبير من الذين سمعوا يسوع تعجَّبوا أمام حِكمتُه متى 13: 54 “من أين لهذا هذه الحِكمة ..؟”

المؤمن هو شخِص وثِق بيسوع المصلوب لخلاص نَفسُه، المؤمِن شخِص حكيم. الذي لم يثِق بيسوع قال أن كِلمة الصليب عندُه جهالة (عكس الحِكمة). وخلال كُل مصاعِب وتجارِب الحياة يثق المؤمِن أنه بيسوع مُذخَّر كُل كنوز الحِكمة والعِلِم (كولوسي 2: 3). وبالنهاية أمام العَرِش كل مؤمن سيعتِرِف أمام يسوع “مُستَحِق هو الخروف المذبوح أن يأخُذ القُدرة والغِنى والحِكمة..” رؤيا 5: 12

فالحِكمة تعادِل معرِفة يسوع

أيها المؤمِن لتكن صلاتَك ” اعطيني يسوع!”.
فقط الأشخاص الذين هم سكارى بروح المسيح هم حُكماء. بولس يشجع المؤمنين أن يسلكوا كحُكماء لا كجُهلاء. ويفسِّر: الشخِص الحكيم يدرُس كلِمات الروح القُدُس، وهو حساس لقيادة الروح القُدُس، وبالتالي هو مُمتلِئ بروح الله (أفسس 5: 15-18). وكما أن  السكَر بالكحول يؤدي للجهالة، السكِر بكلمات الروح القُدُس يؤدّي للمسيح: أي أنك تتكلم عنه، وترنِّم لُه مع آخرين، وتثَق فيه بالتجارِب، وتخضَع للآخرين مثِل ما هو خضَع.

فأيها المؤمن صلِّي لسيطرة كلمات الروح القُدُس على حياتك واصرُخ: “إعطني يسوع!”


مقالات ذات صلة