إطمئنان وسط المخاوف


اقرأ مزمور 23 ويوحنا 10. “الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْء.” (مز 23: 1)

إطمئنان وسط المخاوف
حين تُشاهد فيلمًا يموت فيه أحد، يتلاشى المشهد من غرفة هادئة في المستشفى إلى مدفَن قاتم. والأمطار تنهمر في  كلّ مرّة. الجميع يرتدون ثياب سوداء ويقفون تحت مظلّات سوداء. وحالما يعلو صوت المشهد، ماذا تسمع؟

يقرأ الخادم من الكتاب المقدّس – وفي تسع مرّات من أصل عشر، يستخدم المزمور23: “الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْء.”

في ثقافتنا، مُتعارف على أنّ المزمور23 هو نصّ للمآتم.

وبالطبع، يعطي المزمور23 راحةً للمؤمنين المُشرفين على الموت وللمؤمنين الّذين قد فقدوا أحبّاء.

لكنّ المزمور 23 لم يُكتب للمآتم، بل كُتب ليعطي راحة للحياة!

هو يستهدف الرّجال الّذين فيهم نَفَس وهم أحياء، إنّما يشعرون بالتهديد والعجِز.

قد كُتب المزمور بقلم رجُل – ملك مثالي، يتمتّع برجولة، ويخاف الله – لكي يُسكّن قلبه المُرتعب.

فإذًا ماذا عليكَ أن تفعل حينما تكون خائفًا، عندما تسير “في وادي ظلّ الموت”، عندما تقف في “وجه أعدائك” (23 : 4-5)؟

عليك أن ترنّم مزمور 23:” الرب راعيّ فلا يعورني شيء”.

ماذا يفعل الراعي؟

أولًا، قد ردَّ نفسك (23 : 2-3 أ). حينما تكون في أوقات التجربة وتكون جائعًا أو تعبًا، الربّ يجدّد قوّتك بإعطائك راحة وطعامًا تحتاج إليهما – جسديًا وروحيُا.

ثانيًا، يَهديك (23 : 3 ب). يمكنك أن تتأكد أنّ راعيك سيُبقيك على الطريق القويم، لأنّ اسمه على المِحَكّ – سمعة الربّ تحت الاختبار(أشعياء 48 :11).

ثالثًا، الرّب يُعزّيكَ بوجوده (23 : 4). عندما تمرّ في فترات مُظلمة في حياتك، راعيكَ موجود ستختبر وجوده معك بدفاعه عنك بعصاه وبتقويمه لك بعكّازه .

رابعًا، الرّاعي يُباركك (23 : 5- 6). بركاته ستنبُض حتّى عندما تُحاط من أعدائك، ومحبّته المعهودة “ستطاردك” حتى اليوم الّذي فيه تكون معه للأبد. إنّ راعيك يُحييك، يُرشدك، يعزّيك، ويباركك. رنّم من قلبك، ” الرب راعيّ فلا يعورني شيء

من هو راعيك؟

الرّبّ هو راعيك. الله الّذي خلق السّموات والأرض، الـ”أنا هو” الّذي شقّ البحر الأحمر، القائد الّذي هدم أسوار أريحا – هو راعيك أنت.

الرّبّ يسوع هو راعيك. عندما قال يسوع، ” أنا هو الراعي الصالح” (يوحنا 10: 11)، كان يصرّح بتصريح جريء. الكثير ظنّوا أنّه “يهذي” (يوحنا 10: 20)، لأنّه فعليًا كان يقول ” أنا يهوه، الراعي في مزمور23″.

وتابع بعد هذا الكلام بتصريحٍ مدهشٍ أيضًا: “والرّاعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف” (يوحنا 10: 11). هذا الكلام وكأنه يقول،” المزارع سيموت من أجل بقراته”. غير معقول! هذا المستوى من العناية والاهتمام ليس لدى أي راعٍ آخر

قد تقول،” لكنّ الرّاعي لا يبدو كراعٍ، بل بدأ يبدو كخروف للذبح”. تمامًا.

الخروف هو راعيك. للأبد،” الخروف الّذي في وسط العرش يرعاك” (رؤيا 7: 17). ” الرب راعيّ فلا يعورني شيء.

ربّما لم تلاحظ هذا من قبل، لكن مزمور23 لا يأمرك بأن تقوم بأيّ أمر. لماذا؟

لأنّك لا تقدر أن تفعل حتى ولو شيئًا واحدًا لتجعل من الرّب يسوع المسيح راعٍ أفضل لك. لأنك لا تقدر أن تجعله يحبّك أو يحميك أكثر ممّا يفعل. وخلال كلّ التّجارب والمخاوف، كلّ ما تستطيع أن تقوم به هو أن تستريح في عناية راعيك الصّالح.

دعِ الإنجيل يهدّئ مخاوفك.

مقالات ذات صلة