نصيحة صادمة لحياة ذات معنى حقيقي
القراءة من سفر الجامعة 7
الذهاب إلى بيت النَّوْح خير من الذهاب إلى بيت الوليمة. الجامعة 7: 2
نصيحة صادمة لحياة ذات معنى حقيقي
سفر الجامعة هو سفر كتب من أجل الشبّان والشابات وهو يعالج سؤال وجودي مهم جدًّا.
ما هو الأمر الذي يعطي معنى حقيقي للحياة؟
الجزء الأول من السفر يكشف الفراغ الذي يؤدي إليه محاولة الإنسان أن يترك إرث لنفسه في هذا العالم، أن يصنع إسم خاص به وتجربة كل ما يجلب المتعة في الحياة، السعي للاغتناء والعيش حياة طويلة بصحة جيدة والسعي للوصول إلى أعلى المراتب في العمل أو محاولة محاربة الظلم في الحياة.
أيها الشباب، إذا كنتم تعتقدون أن إحدى هذه الامور سوف تعطي لحياتكم معنى أنتم متّجهون نحو أزمة وجودية في منتصف حياتكم لأن جميع هذه الامور فانية.
.
في صميم هذا السفر تظهر حقيقة سيادة الله. معنى الحياة لا يأتي من خلال تحقيق خطتك الخاصة لحياتك بل من خلال إدراكك أنك جزء من خطة الله الجميلة – خطة لن تستطيع فهمها أو توقعها أو التحكم بها أبدًا.
في الإصحاح السابع، الكاتب، الملك سليمان، يبرهن كيف أن سيادة الله تلهمنا لعيش حياة ذات معنى حقيقي. عش والموت أمام أعينك (الايات 1-4). فالموت أمر محتّم ويجب عليك أن تتوقع هذه الحقيقة. يقول سليمان بوحي من الله أن يوم الممات خير من يوم الولادة(الاية 1) لأن كل يوم تعيشه هو يوم جديد لتشويه سمعتك وصيتك.
ثم يتابع سليمان بقوله أن الدفن أفضل من الاحتفالات (و هذه هي حقيقة أُعلن أنا عنها شخصيا في كل دفن أحضره) لأن الجنازات تذكّر الانسان بالواقع: سوف تموت والعيش مع هذه الحقيقة يجب أن يلهمك للعيش من أجل ما يهم فعلا.
قدّر قيمة الحكمة لكن لا تتوقع الكثير منها (الايات 5-12) . ينصح سليمان بسمع الانتهار من الحكيم لأنه خير من سمع ما يريحك فقط (الايات 5-6). وهو ينصح بالتمتّع بطول الروح والصبر عوضًا من كون الانسان متشائم وسريع الغضب (8-10). ولكن رغم إعطائه لهذه النصائح فهو يعترف بفشل الحكمة الحتمي (الايات 7, 11 و 12): الحياة في هذا العالم الساقط والشرير لا تسير دائما بشكل جيدا للحكماء فإن قراراتك الحكيمة لا تستطيع أن تضمن لك أي أمر.
أولًا: إقبل الشدائد من الله كما تقبل منه البركات (الايات 13-14)
. حياة ذات معنى تتضمن إدراك أنّه لا يوجد قرار قد تأخذه يجعلك قادر أن تتحكم بشكل كامل بحياتك، لا شيء قد تفعله يقدر أن يزيل الشدائد من حياتك نهائيا وأن يضمن لك الازدهار فقط. الله هو المسيطر الوحيد وخطته السيادية تأمر وتقود حياتك بالايام الجيدة كالايام الصعبة. لذلك، إقبل الشدائد كونها أتت بأمر من إله صالح كما تقبل منه البركات أيضا.
ثانيًا: تجنّب مزالق الحكمة ومزالق الشر (الايات 15-18)
تبدو الايات 16 و 17 وكأنها لا تتناسب مع تعاليم الكتاب المقدس. هل يقول سليمان ” لا تكن بار كثيرًا ولا تكن شريرًا بزيادة بل كن معتدلًا بين الاثنين؟ كلا أبدًا، فهو بذلك يعلّم عن سيادة الله الغامضة وعدم قدرتك لتوقع ما سوف يحصل في المستقبل( الاية 15). بالإضافة إلى أن سليمان يشدد على ضرورة عدم التطرف بالحكمة ولا بالشر. لأنك إذا كنت حكيمًا لن تقول لنفسك “ممارساتي الروحية والدينية ستضمن لي حياة جيدة” و لن تفكر ايضا “بما أنني لست المسيطر على حياتي سوف أستسلم” فاتّق الله فقط( الاية 18)
ثالثًا: لا تتوقع الكثير من الآخرين، فَهُمْ خطاة مثلك (الايات 19-29)
تكون حكيمًا إذا أدركت الطبيعة الخاطئة للبشرية، متذكرًّا أن الله خَلَقَ الإنسان ليكون صالح ومستقيم. لكن منذ سقوط آدم فجميع الناس وأولهم أنا أصبح لدينا قلب يحب التعدي على الله (الاية 29). إذا كنت تعيش بحسب هذه الحقيقة سوف تصبح فرد أفضل في العائلة، وعضو أفضل في الكنيسة والعمل. لن تعود تتجاهل خطايا الاخرين لكنك لن تعود تتفاجأ بها أو تهان منها أيضا.