من الخارج إلى الداخل: رحلة نحو الحشمة الحقيقية
وكذلك أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة، مع ورع وتعقل، لا بضفائر أو ذهب أو لالئ أو ملابس كثيرة الثمن، 10 بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة
قراءة من 1 تيموثاوس 2 : 8-15 و 1 بطرس 3 : 1-7
الحشمة كلمة غريبة تحتمل عدّة معانٍ. في حديثنا اليومي هي تعني التواضع، أي ما هو عكس الكبرياء. ولكن في إطار الكنيسة هي تعني طريقة معيّنة من اللباس أي إرتداء ملابس طويلة، واسعة ومحتشمة.
في الحقيقة، الكتاب المقدس يوصي بالحشمة بمعنييها الإثنين: لباس محتشم وسلوك متواضع لدى المؤمن أيضاً.
يعالج الإصحاحان 1 تيم 2 : 9 و 1 بط 3 : 3 ناحية عمليّة من حياة المؤمنة اليوميّة: وهي الطريقة المناسبة للتفكير تجاه الملابس، المجوهرات، الشعر والتزيّن بحسب الكتاب المقدس.
أولاً, يجب علينا أن نفهم ما لا يحاول قوله الكتاب المقدس. في البداية فهو لا يدين الإهتمام بالمنظر الخارجي. أي أنّه لا يوجد مكافئة معينة لكوننا غير أنيقين. وإنّ عدم الإهتمام بالمظهر الخارجي لا يعني بالضرورة القداسة. الله خلق النساء معطياً إياهنّ أنوثة وجمال وأيضاً أعطاهنّ رغبة الإهتمام بهذا الجمال وهذا جزء من صورة الله فيهنّ. إذاً هذا الإصحاح لا يدين اللباس الجميل والتسريحات الجميلة:
ولكن ماذا يعلّم؟
- لا يجب إرتداء ثيابٍ ما أو التّصرف بطريقةٍ ما لجذب الانتباه للنفس وخاصة لإثارة الشهوة عند الآخرين. إنّ هذا الأمر لا يمجّد الله ويجعلكِ مسؤولة عن معثرة الآخرين في الخطيّة ويجعلكِ تبدين مهتمّة بمثل هذه الإهتمامات التي لا تليق بإبنة الله
- يجب ألّا ترتدي ثياب ما بهدف معاكس أيضاً. أي إرتداء اللباس المحتشمة ولكن غير المرتّبة
- الثياب غير اللائقة قد تكون أيضا غير”محتشمة” خاصةً إذا كانت تهدف بإقناع الآخرين بالطهارة والقداسة
المعنى من هذا الأمر هو ألّا تكوني مؤمنة متباهية ومتفاخرة بشكل غير ضروري بمظهرك الخارجي كالظهور بطريقة محتشمة ولكن غير مرتّبة، رديّة أو غريبة جدًّا فقط بهدف التباهي بالقداسة أمام الآخرين.
يجب عدم التركيز المفرط على المظهر الخارجي فالعديد من المؤمنات أصبحن مهوسات بالموضة. تأملي بهذه الاسئلة وفكّري:
- هل تعتقدين أنّك مختلفة؟
- هل تجدين نفسك تنتقدين أو تسخرين من التي ترتدي ملابس غير جميلة؟
- هل تقضين أغلبية وقتكِ تراقبين أخبار الموضة أكثر من وقتك مع كلمة الله؟
- هل حبّكِ للموضة هو جزء أساسيّ من شخصيتكِ بالنسبة لأصدقائكِ؟
إن كان جوابك نعم إذاً أنتِ تعطين إهتمام زائد لمظهرك الخارجي وهذا ما يقودنا إلى نقطتنا التالية:
الكتاب المقدس يوصي النساء بالتمتّع بسلوك متواضع. أنظري إلى الإصحاحان 1تيم 2: 9 و 1 بط 3 : 4 فهم ينتقلان لمعالجة الشخصية حيث الكلمة تترك أثراً أكبر. نرى أنّ الرسول بولس يوصي النساء أن يلبسن الأعمال الصالحة
سلوككِ القدوسِ و لطفكِ يجب أن يبرزا للآخرين أكثر من لباسكِ
وهو يشدّد أيضا على ضرورة إمضاء وقت أكثر بالإهتمام بتزيين الروح أكثر من الجسد
العديد من النساء اللواتي يقضين وقت طويل بتزيين الخارج لا يقضين وقت كافي “بتزيين” أرواحهن. ولكن جمال الروح كالتمتّع بروح لطيف، حنونة ومحبّة مهّم أكثر من جمال اللباس وتسريحات الشعر..
يكتب لنا الرسول بطرس أنّ شخصية كهذه هو ما يراه الله ثمين جدًّا عند الإمرأة وهذا ما الذي يجب أن يثير إهتمامكِ أكثر. يجب أن يكون هدف الإمرأة الرّوحية التشبّه بالمسيح وليس بعارضة أزياء عالميّة مزيّفة
فتبقى الحشمة المبنيّة على كلمة الله وبحسب قلبه جميلة بشكل لا يمكن كبته أبداً
رحلة نحو الحشمة الحقيقية