نِعمة أعظَم: لا يأس مع الله
تأمّل من إنجيل متّى :الإصحاح الأوّل
وَيَسَّى أَنْجَبَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ أَنْجَبَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي كَانَتْ زَوْجَةً لأُورِيَّا. متى 1: 6

يبدأ العهد الجديد بتدوين نسل المسيح يسوع ورغم أننا غالباً ما نميل إلى عدم قراءة هذه النصوص إلّا أنّها تحتوي على دروس مهمّة عن يسوع المسيح وخدمته.
يدوّن الإصحاح الأوّل من إنجيل متى سُلالة المسيح التي من خلالها ثبّت الكاتب أنّ يسوع المسيح هو فعلاً من نسل إبراهيم وداود( 1:1)
وبذلك استطاع المسيح تحقيق عهد الله الذي قطعه معهما. فيسوع كان النسل المنتظر لإبراهيم الذي به تتبارك كل أمم الأرض ( تكوين 22: 18) وهو النسل المنتظر لداود الذي مملكته ستبقى قائمة إلى الأبد ( 2 صموئيل 7 : 12-13)
بينما تسلسل نسل المسيح يذكر 42 رجلاً لكنّه يذكر أيضاً خمس نساء: ثامار(3:1) ,راحاب (5:1), راعوث(5:1) , زوجة أوريّا (6:1) ومريم (1: 16). وباستثناء مريم، كل إمرأة كانت لديها سمعة سيئة.
سوف نتأمل فيما يلي ببعض المعلومات التي وردت في الإنجيل عن كل واحدة منهن:
نِعمة أعظَم: لا يأس مع الله
- ثامار هي الأرملة التي بدت كزانية على الطريق من أجل إغواء يهوذا حماها المملوء من الشهوة، وذلك من أجل القيام بعلاقة غير شرعية معه بحسب ما ورد في سفر التكوين الإصحاح 38. وبالرغم من أنّ يهوذا عاد واعترف بذنبه قائلاً “هي أبّر مني” (38 : 26)، إلا أنّ لا شكّ أنّ الاثنين قد أخطآ جدّاً بفعلهما هذا.
- راحاب، زانية مقيمة في أريحا عند الكنعانيين ولم تكن معروفة بكونها “راحاب” بل بكونها “راحاب الزانية “(يشوع 2 و 6) أي أنّ كانت لديها سمعة منتشرة بأنّها إمراة غير أخلاقيّة.
- راعوث كراحاب كانت أممية بل أيضاً موآبية. موآب هو إبن لوط غير الشرعي من إبنته ( تكوين 37 : 19 ). وكان “والد” أمّة وثنية عرفت لقرون بكونها عدوّة لإسرائيل ( قضاة 3 و 11). كما أن راعوث كانت فقيرة جدّاً لذلك كانت تعتمد على عطاء الآخرين بشكل كامل. وأخيراً كانت أيضاً أرملة رجل من عائلة يهودية التي كانت قد ذهبت للتغرّب في بلد موآب ( راعوث 1 : 1 ). وهذا القرار كان قرار غير حكيم من قبل هذه العائلة المقرّبة لراعوث.
- بثشبع ” زوجة أوريّا كانت معروفة بسبب خطيّة الزنا التي ارتكبتها مع داود الملك ( 2 صموئيل 11-12 ). رغم أنّ داود تحمّل نتائج ومسؤولية هذه الخطيّة بشكل كبيرلاحقاً إلّا أنّ بثشبع هي التي كانت قد استحمّت على السطح، وهي التي اتضجعت مع الملك وشاركت في خطّته لإخفاء هذه الخطيّة عن زوجها والآخرين.
إذاً كما رأينا، تضمّن نسل يسوع المسيح كنّة أقامت علاقة غير شرعية مع حماها، موآبية متسوّلة وزانية..
هل تشعر أنّك بحاجة إلى تطهيرٍ ما من خطاياك؟ ماذا يمكننا أن نتعلّم من هذه القصص ؟
يمكننا التعلّم أنّ يسوع المسيح لا يهتم بصلته بخطاة لأنه أتى ليخلّص الخطاة وهو يستخدمهم لتحقيق مشيئته الصالحة
أخبر الملاك يوسف بأنّ عليه أن يدعو الطفل” يسوع” لأنه سيخلّص شعبه من الخطيّة ( 1 : 21)
خدمة يسوع المخلّصة قد تُربط بتسلسل نسله عندما دوّن التالي:
“إذا المسيح ولد من نسل من خطاة فهو قادر أن يخلّص كل أنواع البشر حتّى المثيرين للجدل”