في أحضان الله الأمومية: راحة وسط عالم قاسٍ
إقرأ مزمور 131
هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ. اشعياء 49 : 15
يتم الإشارة إلى الله في الكتاب المقدس بصيغة المذكّر وهو غالبًا ما يشير إلى نفسه بالأب وليس الأم، بالملك وليس الملكة، وبالزوج وليس الزوجة… إلّا أنّ هناك حالات قليلة عبّر الله فيها عن عظمة محبته لنا بمقارنة نفسه بالأم (هذا ما فعله أيضا بولس الرسول في رسالة غلاطية 4 : 19 و 1 تسالونيكي 2 : 7 )
نجد أيضا هذا في أواخر سفر إشعياء :
- إسْمَعُوا لِي يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ وَكُلَّ بَقِيَّةِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، الْمُحَمَّلِينَ عَلَيَّ مِنَ الْبَطْنِ، الْمَحْمُولِينَ مِنَ الرَّحِمِ. وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا هُوَ، وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُ. قَدْ فَعَلْتُ، وَأَنَا أَرْفَعُ، وَأَنَا أَحْمِلُ وَأُنَجِّي( اشعياء 46 : 3-4 )
عندما واجه الله شعب إسرائيل بسبب الوثنية التي كانوا يمارسونها، دعاهم ليتذكروا فرادته. فلا شيء آخر يساوي علاقته الأمومية مع شعبه.
من خلال هذه الصورة، أراد الرب أن يوضح أنّه كما لكل جنين إمرأة واحدة تتحمّل من أجله آلام الولادة. هكذا الله لأجل شعبه إله واحد يعتني بهم ويحملهم على عكس آلهة الوثنيين.
- 14 وَقَالَتْ صِهْيَوْنُ: «قَدْ تَرَكَنِي الرَّبُّ، وَسَيِّدِي نَسِيَنِي».
- 15 «هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ.
في العدد 49 من سفر إشعياء، أعلن الله أنه سيخلّص شعبه بواسطة خادمه (نبوّة عن الرب يسوع) وعبّر بأنه لم ينس شعبه من خلال إستخدامه أجمل صورة بيانية وهي تشبيه نفسه بالأم.
فالله يهتم بشعبه أكثر من إهتمام الأم لأولادها
- 12 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «هأَنَذَا أُدِيرُ عَلَيْهَا سَلاَمًا كَنَهْرٍ، وَمَجْدَ الأُمَمِ كَسَيْل جَارِفٍ، فَتَرْضَعُونَ، وَعَلَى الأَيْدِي تُحْمَلُونَ وَعَلَى الرُّكْبَتَيْنِ تُدَلَّلُونَ.
- 13 كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا، وَفِي أُورُشَلِيمَ تُعزَّوْنَ ( اشعياء 66 : 12-13)
راحة وسط عالم قاسٍ
تخيّل طفل رضيع أطعمته أمه جيدا وهي تمرجحه على ركبتيها وهو يضحك بفرح معها. هذه هي الصورة التي رسمها الله ليعبر لنا عن بركاته التي سيبارك بها شعبه.
أيها المؤمن، هل تعلم أن الله يحبك أكثر من محبة الأم لولدها؟
هل تؤمن أن الله ملتزم بك أكثر من التزام الأم برعاية ولدها؟
هل أنت واثق أن الله سيباركك بفرح كما يشعر الولد بفرح عندما تلعب الأم معه وتتحنّن عليه؟
أيتها الأمهات، فكّرن بشدّة محبتكنّ لأولادكنّ: فهذه ليست إلّا لمحة صغيرة عن شدّة محبة الله العظيمة لكنّ.