أكثر من مُجرّد مظهر: جمال الروح الذي لا يزول
الحُسنُ غِشٌّ والجَمالُ باطِلٌ، أمّا المَرأةُ المُتَّقيَةُ الرَّبَّ فهي تُمدَحُ – أمثال 31: 30
لن أنسى يوم جنازة شيرلي أوسولد، إمرأة عجوزة مؤمنة بالرب وأخت لي بالمسيح قد سَبَقَ وتعرفت عليها خلال الخدمة في الكنيسة.
.
كانت شيرلي في أواخر أيامها، صغيرة الحجم ونحيفة بسبب معاناتها لسنين طويلة مع المرض ولم يوجد شيء ملفت في مظهرها. لقد عانى جسدها كثيراً من المرض وكان ذلك يظهر بوضوح عليها. ولكن عيونها لم تفقد لمعتها وفمها لم يفقد إبتسامته، دليلاً عن محبّة المسيح التي لم تتوقف عن التعبير عنها.
جمالها كان روحي وليس جسدي
جنازة شيرلي كانت عبارة عن إحتفال أكثر من أنه كان حدث محزن. فهي عبدت الرب يسوع في حياتها من بعيد والآن نحتفل بكونها تعبده وجهاً لوجه. يا له من إمتياز عظيم!
لن أنسى جمال صورة السيدة أوسولد التي وُضعت قرب التابوت، حيث كان وجهها دون أي عيب وخال من أي تجعّدات. وشعرها كثيف، ناعم ومصفف بشكل جميل. أمّا ظهرها فكان مستقيم غير منحني.
يوماً ما كانت شيرلي أوسولد جميلة جسدياً، لكن هذا الجمال فنى وذلك أمر محتّم سيحصل لكل شخص رغم جميع محاولاتنا لمنع ذلك. ولكن الأهمّ هو أنّ شيرلي كانت تملك جمالاً يدوم أكثر، جمالًا لا يستطيع أن يفنيه الزمن. لقد اجتهدت لتمتلك قلب رقيق ومتواضع كما أنها جاهدت لتمتلك ضميراً صافياً ونقياً. فقد تمحورت حياتها حول المسيح، وكلمة الله أزهرت فيها جمالاً أزليًا.
كان ذلك اليوم صعبًا بسبب الفراق ولكن كنتُ أفرح في كل مرّة أتذكر فيها الآيات التالية التي كانت هي تعرفها جيداً:
- الحُسنُ غِشٌّ والجَمالُ باطِلٌ، أمّا المَرأةُ المُتَّقيَةُ الرَّبَّ فهي تُمدَحُ. أمثال 31: 30
- لذلكَ لا نَفشَلُ ، بل وإنْ كانَ إنسانُنا الخارِجُ يَفنَى، فالدّاخِلُ يتَجَدَّدُ يومًا فيومًا. كورِنثوسَ الثّانيةُ 4: 16
- ولا تكُنْ زينَتُكُنَّ الزّينَةَ الخارِجيَّةَ، مِنْ ضَفرِ الشَّعرِ والتَّحَلّي بالذَّهَبِ ولِبسِ الثّيابِ ، بل إنسانَ القَلبِ الخَفيَّ في العَديمَةِ الفَسادِ، زينَةَ الرّوحِ الوَديعِ الهادِئ، الّذي هو قُدّامَ اللهِ كثيرُ الثَّمَنِ. بُطرُسَ الأولَى 3:3-4
- ‘وأمّا الخُرافاتُ الدَّنِسَةُ العَجائزيَّةُ فارفُضها، ورَوِّضْ نَفسَكَ للتَّقوَى . لأنَّ الرّياضَةَ الجَسَديَّةَ نافِعَةٌ لقَليلٍ ، ولكن التَّقوَى نافِعَةٌ لكُلِّ شَيءٍ ، إذ لها مَوْعِدُ الحياةِ الحاضِرَةِ والعَتيدَةِ. تيموثاوُسَ الأولَى 4:7-8
- الجمال الجسدي هو هبة من الله ويجب ان تسعى النساء لتقدمة انفسهن بشكل جميل و لكن الامرأة التي جمالها روحي تمدح ( امثال 31 : 30) و الرب بنفسه يثمنّها ( 1 بطرس 3 : 4 )
- تذكري هذا الامر و اسعي وراء الجمال الذي هو اكثر من مجرّد جمال جسدي بل هو زينَةَ الرّوحِ الوَديعِ الهادِئ، الّذي هو قُدّامَ اللهِ كثيرُ الثَّمَنِ ( 1 بطرس 3 : 4 )
جمال الروح الذي لا يزول